• أن بر الوالدين مُقترن بتوحيد الله عز و جل:
قال تعالي:"وَ قَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَ لَا تَنْهَرْهُمَا وَ قُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾" الجزء 15 سورة الإسراء
قال تعالي:"وَ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَ بِذِي الْقُرْبَىٰ وَ الْيَتَامَىٰ وَ الْمَسَاكِينِ وَ الْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَ الْجَارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴿٣٦﴾" الجزء 5 سورة النساء
فقد ذكر الله عز و جل بر الوالدين بعد الدعوة إلي التوحيد مباشرة لِعظم ذلك الأمر.
• أن البر من أحب الأعمال إلي الله تعالي بعد الصلاة علي وقتها:
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: سألت النبي - صلي الله عليه و سلم - أي العمل أحب إلي الله تعالي؟ قال: الصلاة علي وقتها. قُلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قُلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
فقد قدم الرسول - صلي الله عليه و سلم - بر الوالدين علي الجهاد في سبيل الله.
• أن البر طريق الجنة:
عن عائشة (رضي الله عنها) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " دخلت الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا ؟ قالوا: حارثة بن النعمان، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: كذلكم البر، كذلكم البر ". " و كان من أبر الناس بأمه"
فقد أوصلته هذه الطاعة إلي تلك المنزله.
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي - صلي الله علي و سلم - قال: رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه. قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة.
و معني رغم أنفه: أي ذُل و هان و التصق بالتراب.
• أن البر من أعظم أسباب السعة في الرزق و البركة في العمر:
عن أنس (رضي الله عنه) أن النبي - صلي الله عليه و سلم - قال: من أحبَ أن يُبسط له في رزقه و يُنسأ له في أثره فليصل رحمه.
و أولي الناس بالصلة هم الوالدين.
• أن رضي الله عز و جل من رضي الوالدين:
عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما ) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "رِضَى الله في رِضَى الوالدين. و سَخَط الله في سَخَط الوالدين"
ما نحن عليه الان
علي الرغم من معرفتنا بفضل بر الوالدين و قرأتنا للآيات الكريمة التي تحث
علي البر، إلا أنه عند قرأتنا لتلك الآيات نمر عليها مرور الكرام و لا
نُحاول أن نتوقف عندها و نتدبر معانيها و نُطبق ما بها.
بل أصبحنا نقوم بكل صور العقوق: فكم منا من لا يتحدث إلي والديه إلا عابس
الوجه، متذمراً مما يطلبون، لا يُسمعهم طيب الكلام. بل إن هناك من لا يتحدث
إليهما بل يُحاول أن يعيش منعزلاً منغلقاً علي نفسه ينفرد بحياته علي
الرغم من وجوده أحياناً معهما في نفس المنزل، و هناك من يستقل بحياته
بعيداً عن والديه و لا يسأل عنهما و كأنهما كانا حملاً ثقيلاً قد تخلص
منه، و نجد أيضاً من لا يتذكر والديه بعد وفاتهما و لا يدعو لهما بالرحمة و
المغفرة، و غير ذلك من صور العقوق.
بل إن هناك ما هو أكثر من ذلك: فنجد من يسُب والديه و العياذ بالله سواء بشكل مباشر او غير مباشر بأن يتسبب في سبهما.
عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: إن من أكبر الكبائر أن يَلعن الرجل والديه، قيل: يا رسول الله و كيف يَلعن الرجل والديه؟ قال: يَسُب أبا الرجل فَيسُب أباه، و يَسُب أمه فيَسُب أمه"
العـقوق من الكبائر
عقوق الوالدين أكبر كبيرة بعد الشرك "و العياذ بالله":
عن أبي بكرة (رضي الله عنه) أن النبي - صلي الله عليه و سلم - أنه قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلي يا رسول الله. قال: الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس و كان متكئاً فقال: ألا و قول الزور. فما زال يُكررها حتي قلنا ليته سَكت.
أثر العقوق علي الابن العاق
• تعجيل العقوبة له في الدنيا قبل الآخرة:
عن أبي بكرة (رضي الله عنه) أن النبي - صلي الله عليه و سلم - قال: إثنان يُعجلهما الله في الدنيا قبل الآخرة: البغي و العقوق.
فالعقوق دين، فمن كان عاقاً لوالديه فحتماً سيُبتلي بمن يُذيقه مرارة العقوق من أبناءة.
• أن تكون حياة العاق لوالديه مظلمة مليئة بالمشاكل:
عن إبن عمر (رضي الله عنهما) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "احفظ ود أبيك لا تقطعه فَيُطفئ الله نورك"
• لا ينظر الله إلي العاق يوم القيامة، و ما أعظمها من مصيبة:
عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة و لا يذكيهم و لهم عذاب اليم: العاق لوالديه و المرأه المترجلة و الديوث.
كيف تبر والديك؟
البر يشمل كل خير و إحسان تقدمه لوالديك و له صور عديدة منها:
- إبتسم في وجه والديك و قل لهما قولاً كريماً كما حثتنا الآية الكريمة.
- إسأل عن أخبار والديك و تحدث إليهما بود و احترام.
- إحرص علي زيارة والديك بانتظام إذا كنت تعيش بعيداً عنهما.
- أدخل البهجة و السرور علي قلبيهما ولو بكلمة أو تصرف.
- ساعدهما فيما يحتاجان فيه المساعدة و احظي بدعواتهما الصادقة.
- تشاور معهما في بعض ما يخصك من الأمور لتشعرهما بأهميتهما عندك و لتستفيد من خبراتهما في الحياة.
- أنفق عليهما إذا كانا في حاجة إلي المال لقوله"صلي الله عليه و سلم" أنت و مالك لأبيك.
- قدم لهما هدية من آن لآخر تكون معطرة بالحب.
- إدعو لهما دوماً بالرحمة و المغفرة سواء كانوا أحياء أو مُتوَفَين.
- خُص والديك عند الكِبر بالرعاية، و أشعرهما بحبك لهما، فكلما تقدما في السن كانا في حاجة لحب و رعاية أبنائهما.
- إلي كل من يقاطع والديه: قم الآن و تصالح مع والديك و قبل يديهما و اطلب منهما أن يُسامحاك علي هجرك لهما.
الـبـر لـيـس مـجـرد كـلـمـة
بر الوالدين ليس مجرد كلمة و إنما هو عطاء دائم و بلا حدود، فالأمر ليس
سهلاً، و إنما يحتاج منا جميعاً أن نتذكر دائماً واجبنا تجاه والِدَينا،
فالإنسان دائماً يميل إلي تذكر حقوقه و نسيان واجباته تجاه من حوله، و
علينا أن ندعو الله عز و جل أن يجعلنا بارين بآبائنا و أمهاتنا، و أن نكون
قدوة لأبنائنا في البر.
[بر والديك اليوم، فقد لا تلقاهما غداً]
التعليقات: 0
إرسال تعليق